داني أولمو: من مطمع كرواتي إلى نجم إسباني
تجربة اللاعب في الانتقال من كرواتيا إلى إسبانيا
يُعد داني أولمو، اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا، أحد أبرز نجوم المنتخب الإسباني، لتحقيقه أداءً متميزاً خلال بطولة أوروبا الأخيرة. إلا أن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن القصة كانت ستسير في اتجاه مختلف تمامًا، كما صرح اللاعب نفسه في مقابلة مع مجلة "GQ". فقد حاول الاتحاد الكرواتي إقناعه بالتجنيس لتمثيل كرواتيا في كأس العالم 2018، ولكنه اختار المضي في مسيرته مع المنتخب الإسباني.
الانتقال إلى دينامو زغرب
ترك داني أولمو أكاديمية برشلونة في سن السادسة عشر، ليبدأ مسيرته الاحترافية في نادي دينامو زغرب. وفي هذا السياق، يروي أولمو أنه كان على وشك الانتقال من فئة الشباب إلى الاحتراف عندما تلقى عرضًا من دينامو. وتحدث اللاعب قائلاً: "في ذلك الوقت، كان من الطبيعي أن أستمر في برشلونة أو أنتقل إلى فريق آخر في إنجلترا، لكن حلمي كان دائمًا اللعب في برشلونة. ومع ذلك، شعرت بأنهم لم يعتمدوا علي بشكل كافٍ في المستقبل."
وأضاف أولمو، أن دينامو زغرب قدم له مشروعًا طموحًا على المدى القصير والمتوسط، حيث كان يتدرب مع اللاعبين المحترفين، مما جعله يدرك أن هذا الانتقال كان الخيار الأفضل له.
عرض التجنيس من الاتحاد الكرواتي
كشف أولمو أيضًا أن الاتحاد الكرواتي حاول تجنيسه من أجل تمثيل المنتخب في كأس العالم 2018. في هذا الصدد، أفصح قائلاً: "أنا إسباني وأشعر بذلك دائمًا. لقد كانت لديهم رغبة قوية في تجنيسي، وقد يتضمن ذلك بعض المزايا. ومع ذلك، كنت أعلم أن الفرصة للعب مع إسبانيا ستأتي."
في المقابل، اعترف أولمو بأنه عندما شاهد المنتخب الإسباني يتقدم إلى النهائي ضد فرنسا، شعر بسعادة كبيرة ولكن لم يستطع تخيل نفسه كجزء من تلك اللحظات التاريخية. في ذلك الوقت، كان قد مثل منتخب الشباب تحت 21 عاماً، واعتبر أن حلم اللعب مع إسبانيا لا يمكن تغييره لمجرد شيء عابر مثل كأس العالم.
تأثير خلفيته
أضاف أولمو أيضًا: "لدي العديد من الصفات الكرواتية، لقد نشأت هناك، جئت كطفل وغادرت كرجل." هذه الكلمات تعكس عمق العلاقة التي تربطه بكرواتيا، بينما في الوقت ذاته، يظل مخلصًا لبلده الأم إسبانيا. الصبر الذي أظهره أولمو في انتظار دعوة المنتخب الإسباني أثمر أجمل ثمار، حيث أصبح الآن لاعبًا أساسيًا في تشكيلة لويس دي لا فوينتي.
الوضع الحالي والتطلعات المستقبلية
مع استمراره في نيل الفرصة للعب مع المنتخب الإسباني، يشهد داني أولمو صعودًا ملحوظًا في مسيرته الرياضية. ومن المنتظر أن يتلقى استدعاءً آخر يوم الجمعة للمشاركة في ربع نهائي دوري الأمم ضد هولندا. ولذلك، فإن الإعداد الجيد والمثابرة لهما دور أساسي في تحقيق أحلام اللاعب.
وبهذا يسجل داني أولمو قصة ملهمة، توضح كيف يمكن للاعبين أن يتنقلوا بين خيارات متعددة، ولكن في النهاية يتبعون شغفهم وأحلامهم الشخصية. هذه الرحلة تعكس أيضًا طبيعة المنافسة عالية المستوى في عالم كرة القدم، حيث يُعتبر اختيار الجنسية والانتماء إلى منتخب وطني من القرارات المصيرية التي تؤثر على مسيرة اللاعب.
الخاتمة
إن تاريخ داني أولمو ليس مجرد قصة لاعب كرة قدم عادي، بل هو مثار للإعجاب والتأمل. يعكس صراعه الداخلي ومسيرته الممتدة للحفاظ على هويته الإسبانية، ورغم العروض المغرية، إلا أنه اختار المسار الذي يعكس شغفه. بهذا المعنى، يُظهر أولمو إصرارًا متميزًا على انتظار الفرص، مؤكدًا مرة أخرى أهمية الصبر والتفاني في تحقيق الأهداف.
من المؤكد أن مهاراته وتجاربه ستضيف الكثير للمنتخب الإسباني في المستقبل، حيث ينتظر الجميع المزيد من الإبداعات من هذا النجم الصاعد.
Comments( 0 )