تأثير أكاديميات الأندية على الدوريات الأوروبية: دراسة جديدة تبرز الأرقام
مقدمة
يستمر الجدل حول أي أكاديمية من الأكاديميات الأوروبية الكبرى هي الأفضل، حيث تحتدم المنافسة بين أكاديمية "لا فابريكا" التابعة لنادي ريال مدريد وأكاديمية "لا ماسيا" الخاصة بنادي برشلونة. وفي سياق هذه المناقشات، نشر المركز الدولي للدراسات الرياضية (CIES) دراسة جديدة تتضمن إحصائيات دقيقة حول التأثير الذي أحدثته هذه الأكاديميات على الفرق في الدوريات الخمس الكبرى على مدى العشرين عامًا الماضية. سنستعرض في هذه المقالة أبرز النتائج والإحصائيات التي تم التوصل إليها.
الأرقام تتحدث: ريال مدريد يتصدر القائمة
أظهرت دراسة الـ CIES أن نادي ريال مدريد هو النادي الذي تمكن من إنتاج أكبر عدد من اللاعبين الذين ظهروا لأول مرة في مباريات الدوريات الخمس الكبرى خلال العقدين الماضيين، حيث بلغ العدد الإجمالي 166 لاعبًا. يبدو أن هذا الرقم يسلط الضوء على فعالية أكاديمية "لا فابريكا" في تزويد الفريق الأول بالمواهب الشابة.
برشلونة في المركز الثاني
تأتي أكاديمية برشلونة "لا ماسيا" في المركز الثاني بفارق بسيط، حيث خرج منها 156 لاعبًا. هذا التنافس بين الأندية الكبرى يعكس مدى الجهد والاستثمار الذي يتم في أكاديميات الشباب لتطوير المواهب. بينما يحتل نادي باريس سان جيرمان المرتبة الثالثة بإجمالي 111 لاعبًا، تبعه كل من أولمبيك ليون ومانشستر يونايتد وكلاهما لديه 103 لاعبين.
لقاء الأرقام: أبناء الأكاديمية في الفريق الأول
على الرغم من الأرقام المثيرة للإعجاب، هناك إحصائية أخرى تتطلب التوقف، حيث إن 66 لاعبًا من أكاديمية برشلونة لعبوا مع الفريق الأول، واستطاعوا من جمع 302,678 دقيقة داخل الملعب. في المقابل، شهدت أكاديمية ريال مدريد ظهور 59 لاعبًا في الفريق الأول، وجمعوا 144,620 دقيقة فقط. تعكس هذه الأرقام الفرق الكبير في الأهمية التي يحملها لاعبوا "لا ماسيا" داخل تشكيلات برشلونة مقارنة بلاعبي "لا فابريكا" في فريق ريال مدريد.
معايير تصنيف اللاعبين
من المهم ذكر أنه تم تحديد معيار معين للاعبين الذين يتم اعتبارهم من أبناء الأكاديمية، حيث يتعين عليهم قضاء ما لا يقل عن ثلاث سنوات في النادي بين أعمار 15 و21 عامًا. هذا هو نفس العرف الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) عند تصنيف اللاعبين كـ "متدربين في النادي"، مما يضفي مزيدًا من الدقة والمصداقية على هذه الإحصائيات.
اللاعبين الأكثر مشاركة بالدقائق: من يتصدر القائمة؟
عند الحديث عن اللاعبين الأكثر مشاركة، نجد أن ليونيل ميسي هو اللاعب الأكثر لعبًا للدقائق بين اللاعبين النشطين حاليًا، حيث لعب 77,038 دقيقة خلال مسيرته مع برشلونة وباريس سان جيرمان وإنتر ميامي. يليه في الترتيب كل من بيبي رينا وسيرجيو بوسكيتس.
داني كارفاخال: الوحيد من ريال مدريد
فيما يتعلق بنادي ريال مدريد، نجد أن داني كارفاخال هو اللاعب الوحيد الذي يتواجد ضمن قائمة أفضل 10 لاعبين نشطين من حيث عدد الدقائق، حيث يحتل المركز الرابع بمجموع 25,088 دقيقة. بينما يحتل داني باريخو صدارة الترتيب، يليه خوسيه كاليخون ثم خوان ماتا، وهو ما يبرز قوة اللاعبين الذين تخرجوا من الأكاديميات.
الأندية الأكثر استفادة من الأكاديميات
على صعيد آخر، يمكن لكلا الفريقين أن يفخرا بما حققته أكاديمياتهما من نجاح. لكن يعتبر نادي خيتافي هو الأكثر استفادة من لاعبي "لا فابريكا"، حيث لعب له 26 لاعبًا قادمًا من أكاديمية ريال مدريد. تأتي بعده أندية إسبانيول ومالقا، حيث ساهم كل منهما بـ 15 لاعبًا.
"لا ماسيا" وتوزيع خريجيها
أما بالنسبة لأكاديمية "لا ماسيا"، فقد ظهر 13 لاعبًا من خريجيها في ريال بيتيس، بينما ارتدى 12 لاعبًا منهم قميص إسبانيول. هذا يعكس مدى اتساع تأثير الأكاديميات على مختلف الأندية، حيث أن اللاعبين يتواجدون في مجموعة متنوعة من الفرق، مما يعكس روح التعاون والإسهام في تطوير كرة القدم.
الخاتمة
في الختام، تعكس الإحصائيات والأرقام الواردة في دراسة الـ CIES أهمية الأكاديميات في تطوير الكرة الأوروبية. تتنافس أكاديمية "لا فابريكا" لريال مدريد و"لا ماسيا" لبرشلونة ليس فقط على المستوى الفني، بل أيضًا على التأثير الذي تركته على الدوريات الخمس الكبرى. ومع استمرار التركيز على تطوير المواهب الشابة، يبدو أن الصورة ستظل تتغير، مما سيضيف فصولًا جديدة إلى قصة الهيمنة الأوروبية بين الأندية الكبرى.
Comments( 0 )